الخميس، 14 يناير 2010

لعله خير يا مولاي

في المشروع الماضي , قمنا بعمل بحث ميداني بالقرى التي طبقنا فيها المشروع قبل بدايتة كوسيلة لتحديد احتياجات هذه القرية من الخدمات ,وكان معنا فريق من الباحثين من القاهرة , و كنا نقوم بملئ استمارات مع اهالي القرية و المستفيدين , و في كثير من الاحيان لم تكن الامور تسري كما هو متوقع , فيتاخر هذا و يعتذر هذا , و ينسحب هذا , مم كان يكلفنا الكثير من الوقت و المجهود , و كان هذا الشيئ يثير غضبي جدا لاني بطبعتي ملتزمة جدا في عملي و لا احب التهاون او الاهمال باي شكل من الاشكال ,و كل مرة كنت اشتكي من اهمال او لا مبالاة الناس كان احد الباحثين يهدئني و يقول لي " اهدي اهدي , لعله خير يا مولاي " تكررت هذه المقولة اكثر من مرة , فاستوقفته مرة و سالته " قوللي يا ا\ محمد(هذا اسمه) ..ايه حكاية لعله خير يا مولاي دي؟؟"قاللي بصي يا ستي ....
قديما كان هناك ملك و كان له وزير حكيم و مؤمن بالله ايمان حقيقي, و كان مؤمن ان اي شيئ يحدث هو من عند الله و ان اي شيئ من عند الله فهو خير , و كلما حدث شيئ سيئ للملك كان يقول الوزير للملك " لعله خير يا مولاي " و لكن الملك لم يكن ينصت له وبدات هذه العبارة تثير غضب الملك .
و في يوم من الايام كان الملك ووزيرة في رحلة صيد بالغابة و حدثت له حادثة قطعت فيها اصبعه , فهاج الملك و اخذ يصرخ و يتالم , فبدا الوزير الحكيم يهدئة و يهون علية و قال له " خيرا خيرا يا مولاي , لعله خيرا يا مولاي اهدا" و عندما سمع الملك هذه العبارة صب كامل غضبه على الوزير و صرخ فيه " اي خير قد ياتي لي من قطع اصبعي ايها الغبي " "ايها الحرس احبسوه" فرد الوزير" سمعا و طاعة فلعله خير لي يا مولاي ".

و في يوم من الايام كان الملك يتجول في الغابة وحده , فاذا بقبيلة من القبائل الوثنية التي تسكن الغابة تنقض عليه و تختطفه و هم لا يعلمون انه الملك , فقدموه لكبيرهم , فامرهم بتجهيزه لتقديمه قربانا لالهتهم ...حزن الملك حزنا شديدا و بدا في البكاء , فبداو في تفقده و تجهيزه فاكتشفوا اصبعة الناقص , فاخبروا كبيرهم , فصرخ فيهم " ايها الاغبياء اتريدون ان تصب علينا الالهة غضبها , كيف نقدم لالهتنا قربانا ناقصا ؟؟ اتركوة فليس منه نفعا لنا ..

دهش الملك و تذكر على الفور وزيرة الحكيم , تعجب كيف كان اصبعة الغالي سببا في انقاذ حياته . و فور عودته امر باطلاق سراح وريرة الحكيم و احضارة له على الفور , و عندما قابلة شكرة و اعتذر منه و حكى له ما حدث ,و قال له" الان فقط اقتنعت لماذا كنت دائما تقول لي "لعله خير يا مولاي ,و لكن قلي يا وزيري الحكيم , عندما امرت بسجنك ايضا قلت لعله خيرا يا مولاي ,, كيف كان السجن خيرا لك؟؟فرد الوزير " لو لم تحبسني يا مولاي لكنت معك عندما كنت في جولتك في الغابة و لكنت اختطفت معك , و عندما كنت انت لا تصلح ان تكون قربانا لكنت انا اصلح ان اكون قربانا و لضاعت حياتي هباءا , الم يكن السجن خير لي يا مولااااي؟؟